وهو مخالف لكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فى أن مرتكب الكبيرة مسلم عاصى، غير خالد مخلد فى النار، وهو تحت المشيئة "إن شاء غفر الله له وإن شاء عذبه" يدل على ذلك قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [1] فالآية صريحة فى أن الغفران المعلق بالمشيئة شامل لجميع الذنوب، كبائر كانت أو صغائر، ولم يستثن المولى عز وجل سوى كبيرة الشرك به تعالى [2] .
وفى هذا رد على قولهم المراد بالمغفرة صغائر المعاصى [3] .
... وقال صلى الله عليه وسلم:"ما من عبد قال لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة"قال أبو ذر رضي الله عنه، قلت وإن زنى وإن سرق؟ قال "وإن زنى وإن سرق" -ثلاثاً- ثم قال فى الرابعة على رغم أنف أبى ذر" قال فخرج أبو ذر وهو يقول: "وإن رغم أنف أبى ذر" [4] . [1] الآية 116 من سورة النساء. [2] انظر: جامع البيان 5/126، والجامع لأحكام القرآن 5/245، وفرق معاصرة تنسب إلى الإسلام وموقف الإسلام منها 2/839. [3] انظر: فضل الاعتزال ص 154. [4] أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الجنائز، باب فى الجنائز، ومن كان آخر كلامه لا إله إلا الله 3/1237 رقم 332، ومسلم "بشرح النووى" كتاب الإيمان، باب من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ومن مات مشركاً دخل النار 1/370، 371 رقم 94 واللفظ له.