أولاً: لا يصح لأن موسى لا يلوم على أمر قد تاب منه صاحبه، وقد قتل هو نفساً لم يؤمر بقتلها، ثم قال رب اغفر لى، فغفر له، فكيف يلوم آدم على أمر قد غفر له؟
ثانياً: لو ساغ اللوم على الذنب بالقدر الذى فرغ من كتابته على العبد، لكان من عوتب على معصية قد ارتكبها، يحتج بالقدر السابق، ولو ساغ ذلك لانسد باب القصاص، والحدود، ولاحتج به كل أحد على ما يرتكبه من الفواحش، وهذا يفضى إلى لوازم قطعية، فدل ذلك على أن هذا الحديث لا أصل له [1] أ. هـ.
وبنحو ذلك طعن السيد صالح أبو بكر [2] ، ونيازى عز الدين [3] ،وغيرهما فى الحديث. ويجاب عليهم بالآتى:
أولاً: هذا الحديث صحيح ثابت فى كتب السنة بالاتفاق. رواه عن النبى صلى الله عليه وسلم أبو هريرة وغيره، وقد ذكر الحافظ ابن حجر أنه من طريق أبى هريرة رواه عشرة من التابعين ثم ذكرهم، وذكر من خرج لهم من الأئمة [4] .
ثانياً: قد ذكر فى احتجاج آدم بالقدر عدة أقوال، المتجه منها قولان: [1] فتح البارى 11/518 رقم 6614. [2] الأضواء القرآنية 2/239. [3] دين السلطان ص 655 وما بعدها، وانظر: دراسة الكتب المقدسة لموريس بوكاى ص 297. [4] فتح البارى 11/514.