ومن هنا كان التعبير باللقى أولى من قول بعضهم: "الصحابى من رأى النبى صلى الله عليه وسلم" لأنه يخرج حينئذ ابن أم مكتوم ونحوه من العميان وهم صحابة بلا تردد.
ويخرج "بقيد الإيمان" من لقيه كافراً ولو أسلم بعد ذلك إذا لم يجتمع به مرة أخرى.
وقولنا"به"يخرج من لقيه مؤمناً بغيره كمن لقيه مؤمناً من مؤمنى أهل الكتاب قبل البعثة.
ويدخل فى قولنا "مؤمناً به" كل مكلف من الجن والإنس …0
وخرج بقولنا "ومات على الإسلام" من لقيه مؤمناً به ثم ارتد ومات على ردته والعياذ بالله - كعبيد الله بن جحش، وابن خطل، ويدخل فيه من ارتد وعاد إلى الإسلام قبل أن يموت سواء اجتمع به صلى الله عليه وسلم مرة أخرى أم لا، كالأشعث بن قيس فإنه كان ممن ارتد وأتى به إلى أبى بكر الصديق أسيراً، فعاد إلى الإسلام فقبل منه، وزوجه أخته، ولم يتخلف أحد عن ذكره فى الصحابة، ولا عن تخريج أحاديثه فى المسانيد وغيرها.
... وهذا هو الصحيح المعتمد، ووراء ذلك أقوال شاذة أخرى كقول من قال لا يعد صحابياً إلا من وصف بأحد أوصاف أربعة:
من طالت مجالسته، أو حفظت روايته، أو ضبط أنه غزا معه، أو استشهد بين يديه، وكذا من اشترط فى صحة الصحبة بلوغ الحلم، أو المجالسة ولو قصرت" [1] .
قال الحافظ السيوطى مؤيداً ابن حجر "وهو المعتبر" [2] .
وذهب إليه الجمهور من الأصوليين، منهم الآمدى فى الإحكام [3] ، وابن عبد الشكور فى فواتح الرحموت بشرح مسلم الثبوت [4] ، والزركشى فى البحر المحيط [5] ، والشوكانى فى إرشاد الفحول [6] وغيرهم. [1] انظر: الإصابة 1/10 - 12، ونزهة النظر ص 51، 52. [2] تدريب الراوى 2/216. [3] انظر: الإحكام للآمدى 2/84، 85. [4] انظر: فواتح الرحموت 2/158. [5] انظر: البحر المحيط 4/302، 305. [6] انظر: إرشاد الفحول 1/279، 280.