ويقول أيضاً: "إن الرسول إنما كان يدعوا دائماً إلى التمسك بهدى القرآن وحكمه، لا بهديه وحكمه هو. فهو وظيفته التبيين والتبليغ فقط" [1] . ثم أخذ يجحد ما استقلت بتأسيسه السنة من أحكام.
مثل تحريم الجمع بين المرأة وعمتها، والمرأة وخالتها، وحد الردة، ونكاح المتعة، وغير ذلك الكثير مما استقلت به السنة [2] .
وللمنكرين حجية السنة المطهرة، واستقلالها بتشريع الأحكام نقول لهم ما قاله العلامة الشوكانى: "إن ثبوت حجية السنة واستقلالها بتشريع الأحكام ضرورة دينية، ولا يخالف فى ذلك إلا من لاحظ له فى دين الإسلام" [3] .
نماذج من الأحاديث التى استقلت السنة النبوية بتشريعها
... أسهب الإمام ابن قيم الجوزية-رحمه الله-فى أعلام الموقعين، فى ذكر الأحكام المستقلة الثبوت بالسنة [4] ، وقال: "أحكام السنة التى ليست فى القرآن إن لم تكن أكثر منها، لم تنقص عنها، فلو ساغ لنا رد كل سنة زائدة كانت على نص القرآن لبطلت سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها إلا سنة دل عليها القرآن، وهذا هو الذى أخبر النبى صلى الله عليه وسلم بأنه سيقع ولابد من وقوع خبره" [5] .
ومن أمثلة ما استقلت السنة المطهرة بتشريعه، وأنكره أعداء الإسلام، والسنة المطهرة: [1] دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين ص 129. [2] انظر: المصادر السابقة فى نفس الأماكن. [3] إرشاد الفحول 1/158. [4] انظر: أعلام الموقعين 2/287-290. [5] انظر: المصدر السابق 2/290.