4- توضيح المشكل [1] : وذلك بأن تكون هناك بعض الألفاظ فى القرآن الكريم لا نفهم معناها، فتوضحها لنا السنة الشريفة، مثل ما روى فى الصحيحين عن عائشة-رضى الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حوسب يوم القيامة، عذب" قالت فقلت: أليس قد قال الله عز وجل: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [2] ؟ فقال: "ليس ذاك الحساب. إنما ذاك العرض من نوقش الحساب يوم القيامة عذب" [3] .
فالسيدة عائشة - رضى الله عنها - أشكل عليها الحساب فى قوله تعالى: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} . لما سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول: "من حوسب يوم القيامة عذب" فبين لهى صلى الله عليه وسلم بأن المراد بالحساب فى الآية الكريمة العرض، وأنه من نوقش الحساب يوم القيامة عذب.
... يقول فضيلة الأستاذ الدكتور مروان شاهين: ليس معنى أن السنة تفصل مجمل القرآن الكريم، أو تقيد مطلقه، أو تخصص عامه، أو توضح مشكلة أقول: ليس معنى ذلك أن كل عام فى القرآن يحتاج إلى تخصيص، وأن كل مطلق يحتاج إلى تقييد، وأن كل مجمل يحتاج إلى تفصيل؟ كلا ليس المراد ذلك. فإن كثيراً من عام القرآن باق على عمومه لأن عمومه مراد، وكثيراً من إطلاق القرآن باق على إطلاقه؛ لأن إطلاقه مراد، وهكذا فى المجمل. [1] انظر فى تعريفه لغة: المعجم الوسيط 1/491، ومختار الصحاح ص 145، وانظر: أصول السرخسى 1/168 وتعريفه اصطلاحاً، انظر: أصول السرخسى 1/168، والإتقان للسيوطى 3/72 - 81، وانظر: منزلة السنة من الكتاب ص 343 وما بعدها. [2] الآية 8 من سورة الانشقاق. [3] أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الرقاق باب من نوقش الحساب عذب 11/407 رقم 6537، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب إثبات الحساب 9/225، 226 رقم 2876.