[2]- وروى أن رجلاً قال لمطرف بن عبد الله بن الشخير [1] : لا تحدثونا إلا بالقرآن، فقال له مطرف: "والله ما نريد بالقرآن بدلاً، ولكن نريد من هو أعلم بالقرآن منا".
3- وفى هذا المعنى قال الأوزاعى: "الكتاب أحوج إلى السنة من السنة إلى الكتاب". قال ابن عبد البر: "يريد أنها تقضى عليه - أى تفصل فيه - وتبين المراد منه" [2] .
4- وقال يحيى بن أبى كثير: "السنة قاضية على الكتاب، وليس الكتاب قاضياً على السنة" [3] .
ويوضح الإمام الشاطبى ما يقصد العلماء بقولهم إن السنة قاضية على الكتاب فيقول: "الجواب أن قضاء السنة على الكتاب ليس بمعنى تقدمها عليه، واطراح الكتاب، بل إن ذلك المعبر فى السنة هو المراد فى الكتاب، فكأن السنة بمنزلة التفسير، والشرح لمعانى أحكام الكتاب [4] .
وهذا ما صرح به الإمام أحمد-رحمه الله-وتحاشا أدباً لفظ (قاضية على الكتاب) عندما سئل عن الأثر السابق فقال:"ما أجسر على هذا أن أقوله، ولكن السنة تفسر الكتاب وتبيِّنهُ" [5] . [1] مطرف: هو مطرف بن عبد الله بن الشخير العامرى، أبو عبد الله، من كبار التابعين، ثقة عابد فاضل، مات سنة 95هـ. له ترجمة فى: تقريب التهذيب 2/188 رقم 6728، ومشاهير علماء الأمصار ص 113 رقم 645، وتذكرة الحفاظ 1/64، 65 رقم 54، وخلاصة تذهيب الكمال ص249،والكاشف الذهبى2/269 رقم 5478، والثقات للعجلى ص 431 رقم 1586. [2] الآثار السابقة أخرجها ابن عبد البر فى جامع بيان العلم 2/191، والحازمى فى الاعتبار ص 100 [3] أخرجه ابن عبد البر فى جامع بيان العلم 2/191، والحازمى فى الاعتبار ص 99. [4] الموافقات 4/394، 395. [5] طبقات الحنابلة لابن أبى يعلى 1/25، وانظر: الموافقات 4/408، 409.