تمهيد وفيه بيان المراد بأعداء السنة من أهل الأهواء والبدع:
انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم. إلى الرفيق الأعلى وقد بلغ رسالة ربه تعالىكاملة، وما من خير إلا دل الأمة عليه، وما من شر إلا وحذرهم منه، كما قال صلى الله عليه وسلم.: "إنه لم يكن نبى قبلى إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم" ... الحديث [1] .
كان رأس الخير الذى دل عليه ووصى به الاعتصام بكتاب الله عزَّ وجلَّ وسنته صلى الله عليه وسلم. وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده، كما جاء فى الحديث: "إنى قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به، فلن تضلوا أبداً؛ كتاب الله عزَّ وجلَّ وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. [2] .
وفى الحديث أيضاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.: "أوصيكم بتقوى الله عزَّ وجلَّ والسمع، والطاعة، وإن كان عبداً حبشياً؛ فإنه من يعش منكم بعدى فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ... الحديث [3] .
وكان من الشر الذى حذر منه الأمة أهواء أهل البدع - كما جاء فى الحديث عن عمر بن الخطاب أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم. قال لعائشة: "يا عائشة [4] إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم فى شيء" [5] هم أصحاب البدع وأصحاب الأهواء، ليس لهم توبة أنا منهم برئ، وهم منى برآء [6] . [1] أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الإمارة، باب وجوب الوفاء ببيعة الخليفة الأول فالأول 6/473 رقم 1844 من حديث عبد الله بن عمرو (. [2] سبق تخريجه ص 47. [3] سبق تخريجه ص 38. [4] عائشة (رضى الله عنها) لها ترجمة فى: الإصابة 8/16 رقم 11461، والاستيعاب 4/1881 رقم 3476، واسد الغابة 7/186 رقم 7093، وتاريخ الصحابة ص 201 رقم 1072، وتذكرة الحفاظ 1/27 رقم 13. [5] الآية 159 من سورة الأنعام. [6] أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان 5/449، 450، وأبو نعيم فى حلية الأولياء 4/138، والطبرانى فى الصغير 1/303، من حديث أبى هريرة، وقال الهيثمى فى مجمع الزوائد 7/22، 23، إسناد الطبرانى فى الصغير جيد، وأخرجه ابن الجوزى فى العلل المتناهية كتاب السنة وذم البدع، باب= =فى تفسير قوله تعالى"إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم فىشئ) 1/144،رقم209، وانظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير 2/196.