الباب الأول التعريف بأعداء السنة النبوية
وفيه تمهيد وأربعة فصول:
الفصل الأول: أعداء السنة النبوية من أهل الأهواء والبدع قديماً (الخوارج، والشيعة، والمعتزلة) .
الفصل الثانى: أعداء السنة النبوية من المستشرقين.
الفصل الثالث: أعداء السنة النبوية من أهل الأهواء والبدع حديثاً (العلمانية، والبهائية، والقاديانية) .
الفصل الرابع: أهداف أعداء الإسلام قديماً وحديثاً فى الكيد للسنة النبوية المطهرة.
التمهيد:
وفيه التعريف بأعداء: لغة وشرعاً.
التعريف بأعداء لغة:
أعداء جمع عدو وهو جمع لا نظير له، وفى القرآن الكريم قال تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُم ... ْ} [1] وقال تعالى {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ} [2] .
وفى السنة المطهرة قال صلى الله عليه وسلم. " ... يا معشر الأنصار ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله عزَّ وجلَّ بى، ألم آتكم متفرقين فجمعكم الله بى، ألم آتكم أعداء فألف الله بين قلوبكم" قالوا: بلى يا رسول الله.... [3] .
والأعادى جمع الجمع، وقال الراغب: أصل العدو التجاوز ومنافاة الالتئام، فتارة يعتبر بالمشى، فيقال له: العدو، وتارة بالقلب فيقال له: العداوة، وعدا عليه من باب سما عدوا وعدوا كفلس وفلوس وبهما قُرأ قوله تعالى: {فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [4] وقَرأ الحسن عدواً مثل سمو.
وقال سيبويه [5] : عدو وصف، ولكنه ضارع الإسم، وقد يثنى ويجمع ويؤنث، وهو ضد الولى، ويقال: عدو بين العداوة والمعاداة، والأنثى عدوة يقال: هذه عدوة الله قال الفراء [6] : وإنما ادخلوا فيها الهاء تشبيهاً بصديقة؛ لأن الشيء قد يبنى على ضده وقالوا فى جمع (عدوة) عدايا ولم يسمع إلا فى الشعر، وتعادى القوم عادى بعضهم بعضاً. [1] جزء من الآية 103 من سورة آل عمران. [2] الآية 19 من سورة فصلت. [3] أخرجه أحمد فى مسنده 3 /104 من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه. [4] جزء من الآية 108 من سورة الأنعام. [5] سيبويه: هو أبو بشر، عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثى بالولاء، الملقب بسيبويه، إمام النحاة، من أحسن مؤلفاته كتابة المسمى "الكتاب"، مات سنة 180هـ له ترجمة فى: إشارة التعيين لليمانى ص 242 رقم 148، والبداية والنهاية لابن كثير 1 /167، والأعلام 5 /252، وبغية الوعاة 2 /229، وشذرات الذهب 1 /252، وطبقات النحويين واللغويين، ص66. [6] الفراء: هو أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله الديلمى المعروف بالفراء، كان من أعلم الكوفيين فى اللغة والنحو والأدب، من مؤلفاته "معانى القرآن" و"المصادر فى القرآن"و"غريب الحديث" توفى سنة 207هـ. له ترجمة فى: تهذيب التهذيب 11 /212 رقم 353، ومرآة الجنان لليافعى 2 /38، ووفيات الأعيان 6 /176 رقم798، وطبقات المفسرين للداودى 2 /367 رقم681.