.. وروى الأثرم عن أبى هريرة المكتب قال: كنا عند الأعمش فذكروا عمر بن عبد العزيز وعدله، فقال الأعمش، فكيف لو أدركتم معاوية؟ قالوا فى حلمه؟ قال: لا والله، بل فى عدله. وعن أبى إسحاق السبيعى أنه ذكر معاوية فقال: لو أدركتموه أو أدركتم أيامه لقلتم: كان المهدى.
... وهذه الشهادة من هؤلاء الأئمة الأعلام لأمير المؤمنين معاوية صدى استجابة الله عز وجل دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم لهذا الخليفة الصالح يوم قال صلى الله عليه وسلم: "اللهم اجعله هادياً، مهدياً، واهد به" [1] .
... وقبل أن ننهى الكلام على شهادات الصحابة، والتابعين، وآراء العلماء، فى معاوية، ننقل رأياً طريفاً للمؤرخ العلامة ابن خلدون فى اعتبار معاوية من الخلفاء الراشدين قال: "إن دولة معاوية وأخباره كان ينبغى أن تلحق بدول الخلفاء الراشدين وأخيارهم فهو تاليهم فى الفضل والعدالة والصحبة [2] . [1] أخرجه الترمذى فى سننه كتاب المناقب، باب مناقب لمعاوية بن أبى سفيانرضي الله عنه5/645رقم 3842 من حديث عبد الرحمن بن عميرة رضي الله عنه، وقال الترمذى: هذا حديث حسن غريب. وانظر: منهاج السنة 3/185، والبداية والنهاية 8/124 - 125. [2] تاريخ ابن خلدون 2/458.