[2]- واتهموا أئمة المسلمين الثقات من المحدثين والفقهاء بأنهم نافقوا الحكام والسلاطين، وكانوا لهم جنوداً واخترعوا لهم من الأحاديث ما يثبت ملكهم وسلطانهم، وعلى دربهم صار علماء المسلمين إلى يومنا هذا. وفى ذلك يقول نيازى عز الدين: "السلطان [1] كان يستخدم الأحاديث، وعلماء الحديث، ورجال الدين أصلاً من أجل إقناع الشعب الذى هو الرأى العام عنده بوجهة نظره دائماً، فكل هؤلاء كانوا يعملون للسلطان بأجر موضوع يقابل خدماتهم المطلوبة، فعليهم تنفيذ الأوامر (لذلك سميناهم فى هذا الكتاب بجنود السلطان؛ لأنهم يتلقون الأوامر وعليهم الطاعة الدائمة لتلك الأوامر مهما كانت) [2] ويقول فى موضع آخر: "وجنود السلطان استخدموا الأحاديث التى وضعوها ظلماً باسم الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ليتوصل السلطان إلى ما يريد من إخضاع الشعب بأقل تكاليف ممكنة" [3] . [1] المراد بالسلطان فى نظر المؤلف هو معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنه، وصرح بذلك فى كتابه دين السلطان ص 34، 41، 795. [2] دين السلطان ص 62. [3] دين السلطان ص 92 وراجع من نفس المصدر ص 10، 114، 117، 119، 153، 154، وانظر: إنذار من السماء ص 10، 124، 125، 129، 130، 134، 695، 715. كلاهما لنيازى عز الدين. وانظر: وعاظ السلاطين للدكتور على الوردى ص 15-262.