الفصل التاسع: ثمرات ونتائج الحديث الصحيح
... للحديث الصحيح ثمرات طيبات ونتائج باهرات منها:
إذا صح الحديث وجب العمل به، حتى ولو لم يخرجه الشيخان ما دامت قد ثبتت صحة الحديث، وعلى ذلك اتفاق العلماء [1] .
يقول فضيلة الدكتور مروان شاهين: "ودع عنك يا أخى ترهات المعاندين فى هذه المسألة، فإن القضية متعلقة بالإيمان وعدمه، والمؤمنون لا يقدمون أبداً أى قول على قول الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن لمسلم أبداً أن يتوقف فى العمل بحديث ثبتت صحته عند العلماء، وحاشاه أن يكون من المعاندين، إن المؤمن يسارع إلى تنفيذ حكم الله تعالى، وتنفيذ ما ثبت صحته من حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا شأن أئمة الإسلام جميعاً، الأئمة الأربعة وغيرهم، وتواترات على ذلك أقوالهم، والإمام الشافعى وغيره قد قال: "إذا صح الحديث فهو مذهبى" [2] .
العمل بالحديث الصحيح واجب، حتى ولو كان عمل أكثر الأمة بخلافه، لأن الأصل المقدم دائماً هو قول الله تعالى، وقول رسوله صلى الله عليه وسلم، ومعنى وجوب العمل بالحديث الصحيح هنا، الاحتجاج والعمل به بوجه عام، باعتباره وحياً أوحى الله عز وجل به إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، أو أقره عليه [3] .
لزوم العمل بالصحيح متى علمنا به بدون إبطاء، وقد تراجع كثير من الصحابة عن القول بآرائهم متى بلغهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. [1] نزهة النظر ص 26، وانظر: قواعد التحديث للقاسمى ص 87. [2] انظر: الفقيه والمتفقه 1/388 رقمى 405، 406، ومناقب الشافعى للرازى ص 317-319، وتيسير اللطيف الخبير فى علوم حديث البشير النذير ص 172، 173. [3] انظر: الفقه الإسلامى مرونته وتطوره للإمام الأكبر الشيخ جاد الحق على جاد الحق ص61،62.