4 - بلوغه - صلى الله عليه وسلم - الذروة في مكارم الأخلاق: فقد جبله الله - عز وجل - على كريم الخلال، وحميد الخصال، فكان قبل النبوة أرقى قومه، بل أرقى البشرية في زكاء نفسه، وسلامة فطرته، وحسن خلقه.
نشأ يتيما شريفا، وشب فقيرا عفيفا، ثم تزوج محبا لزوجته مخلصا لها.
لم يتولَّ هو ولا والده شيئا من أعمال قريش في دينها ولا دنياها، ولا كان يعبد عبادتهم، ولا يحضر سامرهم، ولا ندواتهم، ولم يؤثر عنه قول ولا عمل يدل على حب الرياسة، أو التطلع إليها.
كان يُعرفُ بالتزام الصدق، والأمانة، وعلو الآداب؛ فبذلك كان له المقام الأرفع قبل النبوة؛ حتى لقبوه بالأمين.
وعلى هذه الحال كان - صلى الله عليه وسلم - حتى بلغ أشده، واستوى، وكملت في جسده الطاهر، ونفسه الزكية جميع القوى، لا طمع في مال، ولا سمعة، ولا تطلع إلى جاه ولا شهرة، حتى أتاه الوحي من رب العالمين - كما سيأتي بيانه بعد قليل -.