هم اليهود وكأن التشريع الإسلامى يقوم على الأغراض الشخصية وليس وحياً سماوياً يستهدف الصالح العام لجميع العالمين، ومن العجيب أن المؤلف يتناول الآيات القرآنية ويفسرها تفسيراً يدل على عدم فهمه لأسلوب القرآن العربى المبين فقد فسر المؤلف قوله تعالى: " الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس " (البقرة: 275) وقد فسرها المؤلف بأن الآية تشبه " آكل الربا بالشيطان " (جزء 2، ص 275) مع أن الآية الكريمة واضحة بينة يفهمها العامة قبل الخاصة، ولكن سوء الفهم حجبه عن أنوار القرآن الكريم.
رابع عشر:
فى صفحة 145 يقول المؤلف: " ولا ريب أن النبى نفسه تعب من استهتار العرب بالدين وعدم ميلهم إليه " وهو تعبير يجافى الذوق السليم إزاء النبى صلى الله عليه وسلم الذى قضى حياته مكافحاً مناضلاً يتقدم الصفوف ويقود المسلمين فى مواطن الخطر دون أن يدركه ملل أو كلل ودون أن يخشى فى الله لومة لائم فكيف يتعب من الدعوة إلى الله.
خامس عشر:
لاحظنا أن المؤلف يلتزم نقل آراء المستشرقين ويتحمس لها، ولكنهم إذا أنصفوا الإسلام فى موقف ما أسرع إلى مخالفتهم وكأنه موكل بتشويه صفحة الإسلام الوضاءة وتلويث تراثه المجيد فنجده فى صفحة 163 يقول: " لا نوافق بعض المستشرقين فى قولهم أن العرب كانوا مدفوعين نحو الفتوح بالحماس الدينى.. ولكن من غير المعقول أن يخرج البدوى ـ وهو الذى لا يهتم بالدين (!) ـ لنشر الإسلام ".
ومن العجيب أن يقرر المستشرقون الحقيقة وينصفوا الفتوحات الإسلامية، ولكن المؤلف المسلم يخالفهم على غير عادته فيزعم أن الصحابة لا يهتمون بالدين، وأن الفتوحات الإسلامية كانت قائمة على النهب والسلب لا على نشر الإسلام.
سادس عشر:
ينكر المؤلف كعادته آثار التسامح الإسلامى فى تحرير الشعوب من أغلالها فيخالف آراء جميع المؤرخين العرب كما يخالف آراء جمهرة