responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف    جلد : 1  صفحه : 63
به، كتاب الله» [1] وعندما كان في طريقه إلى المدينة راجعا من حجة الوداع أوصى به فقال: «وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، [هو حبل الله من اتَّبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة] فخذوا كتاب الله وتمسكوا به»، فحث عليه ورغب، ثم قال: «وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي» ثلاث مرات [2] وأوصى به عند موته كما في حديث الباب.
فدل ذلك على أهمية تعلم كتاب الله تعالى وتعليمه للناس، فيتأكد على الدعاة إلى الله تعالى أن يعتنوا بكتاب الله حفظا وفهما، وعملا وتعليما.

ثانيا: أهمية السؤال في تحصيل العلم ونشره: إن السؤال عن العلم من أهم الأمور التي ينبغي لكل مسلم أن يعتني بها، وقد ظهر ذلك في هذا الحديث؛ لسؤال طلحة بن مصرف لعبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما عن وصية النبي صلى الله عليه وسلم، فاستفاد منه هذا العلم العظيم ونشِرَ بسبب سؤاله؛ ولأهمية السؤال عن العلم قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: " خمسٌ إذا أخطأ القاضي منهن خطة [3] كانت فيه وصمة [4] أن يكون: فَهِما، حليما، عفيفا، صليبا [5] عالما، سئولا عن العلم " [6] وقال مجاهد: " لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر " [7] وهذا يدل على أهمية السؤال عن العلم ونشره، فيتأكد على الداعية أن يعتني بذلك.
ثالثا: من وسائل الدعوة: القدوة الحسنة: دل هذا الحديث على أن القدوة وسيلة من وسائل الدعوة؛ ولهذا قال طلحة بن مصرف لعبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما: " كيف كتبَ على الناس الوصية أو

[1] مسلم، كتاب الحج، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم 2/ 886، برقم 1218.
[2] مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، 4/ 1873، برقم 2408.
[3] خطة: أي خصلة. فتح الباري 13/ 146.
[4] وصمة: عيبا. انظر: فتح الباري 13/ 146.
[5] صليبا: قويا شديدا، يقف عند الحق ولا يميل مع الهوى. انظر: المرجع السابق 13/ 146.
[6] البخاري، كتاب الأحكام، باب متى يستوجب الرجل القضاء 8/ 141.
[7] البخاري، كتاب العلم، باب الحياء في العلم 1/ 47.
نام کتاب : فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست