نام کتاب : فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف جلد : 1 صفحه : 529
المزني رضي الله عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «السمت الحسن [1]. والتؤدة، والاقتصاد [2]. جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة» [3].
ومعلوم أن الأناة محبوبة عند الله عز وجل، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - للأشج: «فإن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم، والأناة» [4].
ثالثا: من صفات الداعية: رحمة المدعو والشفقة عليه: دل هذا الحديث على رحمة النبي - صلى الله عليه وسلم - وشفقته على المدعوين؛ ولهذا لم يدع على قبيلة دوس عندما طلب منه الدعاء عليهم، ولكن دعا لهم فقال: «اللهم اهد دوسا وائت بهم»؛ قال الكرماني رحمه الله: " فإن قلت هم طلبوا الدعاء عليهم ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا لهم، قلت: هذا من كمال خلقه العظيم ورحمته بالعالمين " [5]. وقد قال الله - عز وجل - في حقه {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107] [6]. وهذا من كمال رحمته، ورأفته بأمته - صلى الله عليه وسلم - [7].
رابعا: من صفات الداعية: الحرص على هداية الناس: ظهر في هذا الحديث حرص النبي - صلى الله عليه وسلم - على هداية الناس، ولهذا دعا لدوس ولم يدع عليهم حينما طلب منه ذلك؛ لحرصه على هدايتهم ودخولهم في الإسلام؛ قال العلامة العيني رحمه الله: " وفيه حرص النبي - صلى الله عليه وسلم - على من يسلم على يديه " [8]. [1] السمت الحسن: حسن الهيئة والمنظر. انظر: فيض القدير للمناوي 3/ 277. [2] الاقتصاد: التوسط في الأمور، والتحرز عن طرفي: الإفراط والتفريط. انظر: المرجع السابق 3/ 277. [3] الترمذي، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في التأني والعجلة، وحسنه، 4/ 366، برقم 2010، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي، 2/ 195. [4] أخرجه مسلم، في كتاب الإيمان، باب الأمر بالإيمان بالله ورسوله، 1/ 18، برقم 17. [5] شرح الكرماني على صحيح البخاري 12/ 184، 22/ 179. [6] سورة الأنبياء: 107. [7] انظر: الحديث رقم 5، الدرس الأول، ورقم 50، الدرس الرابع، وعمدة القاري للعيني 14/ 2080، وإرشاد الساري للقسطلاني، 5/ 110. [8] عمدة القاري شرح صحيح البخاري، 18/ 34.
نام کتاب : فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف جلد : 1 صفحه : 529