نام کتاب : فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف جلد : 1 صفحه : 24
وطرحها على الأرض، فكأنه صان المسجد عما تصان عنه لحيته " [1].
7 - زهده: قال سليم بن مجاهد: " ما رأيت بعيني منذ ستين سنة أفقه ولا أورع، ولا أزهد في الدنيا من محمد بن إسماعيل " [2].
وقال الحسين بن محمد السمرقندي: " كان محمد بن إسماعيل مخصوصا بثلاث خصال، مع ما كان فيه من الخصال المحمودة: كان قليل الكلام، وكان لا يطمع فيما عند الناس، وكان لا يشتغل بأمور الناس، كلُّ شُغلِهِ كان في العلم " [3] وذكر محمد بن العباس الفربري أن بعض أصحاب البخاري ضَيَّفه في بستانٍ له فلما جلسوا أعجب صاحب البستان بستانه؛ لأنه قد عمل مجالس فيه وأجرى الماء في أنهاره فقال: يا أبا عبد الله، كيف ترى؟ فقال: " هذه الحياةُ الدنيا " [4].
8 - ورعه: تربّى على الورع؛ ولهذا جاء عن والده إسماعيل: أنه قال عند موته: " لا أعلم من مالي درهما من حرام، ولا درهما من شبهة " [5] وقد وَرِثَ البخاري من أبيه مالا جليلا [6] ومن عظم ورعه أنه كان يقول: " ما اغتبت أحدا قط منذ علمت أن الغيبة حرام " [7] وهذا يظهر في كلامه في الجرح والتعديل؛ فإن من تأمل ذلك علم ورعه في الكلام في الناس، وإنصافه فيمن يضعِّفه؛ فإنه كثيرا ما يقول: " منكر الحديث، سكتوا عنه، فيه نظر " ونحو هذا، وقَلَّ أن يقول: " كذّاب أو وضّاع "؛ وإنما يقول: " كَذّبَهُ فلان، رماه فلان، يعني بالكذب " [8].
قال أبو عمر أحمد بن نصر الخفاف: " حدثنا محمد بن إسماعيل التقي النقي الذي لم أرَ مثله " [9]. [1] هدي الساري، لابن حجر، ص 481. [2] سير أعلام النبلاء، للذهبي، 12/ 449. [3] المرجع السابق 12/ 448. [4] سير أعلام النبلاء، للذهبي، 12/ 445. [5] هدي الساري لابن حجر، ص 479. [6] انظر: سير أعلام النبلاء، للذهبي 12/ 447 وهدي الساري لابن حجر، ص 479. [7] هدي الساري، لابن حجر، ص 480، وانظر: سير أعلام النبلاء، للذهبي، 12/ 439، 441. [8] انظر: سير أعلام النبلاء، للذهبي، 12/ 439 وهدي الساري، لابن حجر، ص 480. [9] تهذيب الأسماء واللغات، للنووي، 1/ 69، وسير أعلام النبلاء، للذهبي، 12/ 436، 442.
نام کتاب : فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف جلد : 1 صفحه : 24