نام کتاب : فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف جلد : 1 صفحه : 236
تاسعا: من وسائل الدعوة: اغتنام التذكير عند الحوادث الملمة: دل الحديث على أن من وسائل الدعوة اغتنام التذكير عند الحوادث العظيمة ونحوها التي تقع؛ لأن المدعو في الغالب يستفيد من ذلك؛ ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكَّر أصحابه في هذا الحديث ووعظهم عند إرادة القتال؛ قال الإمام ابن أبي جمرة رحمه الله: " وفيه دليل على التذكار عند نزول الحوادث الملمة، وإن كان من نزل به ذلك عارفا بها؛ لأن التذكار زيادة قوة للمذكّر وإن كان عارفا بذلك " [1].
ومثل هذا ما ثبت عن أبي بكر - رضي الله عنه - عند وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قام في الناس وخطبهم، وذكرهم قَولَه تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران: 144] [2] فكأنهم سمعوها أول مرة، فتسلَّوا بها، وقوي بها إيمانهم ويقينهم، فما سَمِع أحد بشرا منهم إلا وهو يتلوها، مع أن العلم كان لهم بها قبل ذلك [3].
وهذا يدل على أهمية التذكير عند الحوادث والمصائب الحاصلة للمدعوين، ولكن بالحكمة. أسأل الله لي ولِجميع المسلمين العفو والعافية في الدنيا والآخرة.
عاشرا: من وسائل الدعوة: الخطابة: إن الخطابة من أهم وسائل الدعوة إلى الله، عز وجل، لقول عبد الله بن أبي أوفى في هذا الحديث: " ثم قام في الناس خطيبا، قال: «يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو».
فينبغي للداعية أن يعتني بوسيلة الخطابة حتى ينفع الناس [4] وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس خطبا دائمة ثابتة: كخطبة يوم الجمعة، وخطبا عارضة إذا دعت الحاجة إليها، قام فخطب - صلى الله عليه وسلم - وهذه كثيرة جدا [5]. [1] بهجة النفوس، 3/ 135. [2] سورة آل عمران، الآية: (144). [3] انظر: بهجة النفوس لابن أبي جمرة، 3/ 135. [4] انظر: الحديث رقم 7، الدرس السادس. [5] انظر: شرح رياض الصالحين، للعلامة، محمد بن صالح العثيمين 1/ 222.
نام کتاب : فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف جلد : 1 صفحه : 236