responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف    جلد : 1  صفحه : 226
رضي الله عنه: «إنها جنان كثيرة في الجنة، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى» وهذا يبين أن كل من خرج في سبيل الله - عز وجل - فقتل فهو شهيد، ولو برمية طائشة، وأن منازل الشهداء في الفردوس الأعلى [1] فينبغي للداعية إلى الله - عز وجل - أن يرَغِّبَ المدعوين، ويبيِّن لهم ما أعد الله لعباده في جنات النعيم؛ لأن معرفة ما أعده الله للمؤمنين في الجنة تهوِّن المصائب [2].
خامسا: من أساليب الدعوة: الاستفهام الإنكاري: إن الاستفهام الإِنكاري من الأساليب النافعة في الدعوة إلى الله، سبحانه وتعالى، وقد ظهر هذا الأسلوب في هذا الحديث؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - لأم الربيع: «ويحك أَوَهبلت؟ أوجنة واحدة هي؟» قال العلامة العيني رحمه الله: " الهمزة فيه للاستفهام على سبيل الإِنكار، والواو للعطف " [3].
وهذا يبين للداعية أهمية أسلوب الاستفهام الإِنكاري في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى عند الحاجة إليه [4].
سادسا: أهمية الخوف من عذاب الله عز وجل: إن الخوف من الله - عز وجل - وعذابه وانتقامه من أهم الصفات الحميدة التي ينبغي لكل مسلم أن يتصف بها وخاصة الدعاة إلى الله، عز وجل، وقد ظهرت هذه الصفة في هذا الحديث؛ لخوف أم الربيع - رضي الله عنها - على ابنها حارثة من عذاب الله عز وجل. قال ابن العربي - رحمه الله - في فوائد هذا الحديث: " حمل أم حارثة كثرة الإِشفاق على الخوف عليه وقد مات مجاهدا مسلما، فلم تقنع بهذا الظاهر، مخافة من العذاب بذنوبه، فأعطاها النبي - صلى الله عليه وسلم - اليقين بنجاته [5].
وينبغي للداعية أن يقرن الخوف بالرجاء: يخاف الله، ويرجو ثوابه ورحمته

[1] انظر: منار القاري، في شرح مختصر صحيح البخاري، لحمزة محمد قاسم، 4/ 89.
[2] انظر: الحديث رقم 7، الدرس الرابع عشر، ورقم 19، الدرس الأول.
[3] عمدة القاري، شرح صحيح البخاري، 17/ 95.
[4] انظر: الحديث رقم 4، الدرس الرابع.
(5) " عارضة الأحوذي بشرح سنن الترمذي، 6/ 257.
نام کتاب : فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست