نام کتاب : فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف جلد : 1 صفحه : 192
فينبغي للداعية أن يستخدم أسلوب التشبيه في دعوته إلى الله [1].
ثالثا: من موضوعات الدعوة: الحث على الجهاد إن مفهوم هذه الأحاديث تضمن الحث على الجهاد والمشاركة فيه، ولو برباط يوم في سبيل الله تعالى، أو غدوة، أو روحة؛ ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهِر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وَأجرِيَ عليه رزقه، وأمِنَ الفَتان» [2]. " [3].
وفي بيان دلالة هذه الأحاديث على الحث على الجهاد يقول ابن حجر، رحمه الله: " والحاصل أن المراد تسهيل أمر الدنيا وتعظيم أمر الجهاد، وأن من حصل له من الجنة قدر سوط يصير كأنه حصل له أمر أعظم من جميع ما في الدنيا، فكيف بمن حَصَّل منها أعلى الدرجات، والنكتة في ذلك أن سبب التأخير عن الجهاد: الميل إلى سبب من أسباب الدنيا، فَنبه هذا المتأخر أن هذا القدر اليسير من الجنة أفضل من جميع ما في الدنيا " [4].
وهذا يحث الداعية على أن يبين للناس فضل الجهاد، ويحثهم عليه، ويبيِّن حدوده، وضوابطه من الكتاب والسنة [5]. [1] انظر: الحديث رقم 18، الدرس الرابع، ورقم 19، الدرس الخامس. [2] الفتان: قال الأكثر من الرواة: بضم الفاء، جمع فاتن للجنس، أي يؤمَن من كل ذي فتنة، وروى الطبري بفتح الفاء: يعني به فتان القبر، وكذلك رواه أبو داود مفسرا بالإِضافة إلى القبر. انظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي 3/ 756، وشرح النووي على صحيح مسلم 13/ 65. [3] أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب الإِمارة، باب فضل الرباط في سبيل الله، عز وجل، 3/ 1520، برقم 1913. [4] فتح الباري 6/ 14. [5] انظر: الحديث رقم 2، الدرس الثالث، ورقم 18، الدرس الثاني.
نام کتاب : فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف جلد : 1 صفحه : 192