فهكذا صور هذا الرجل تعظيم الصحابة الكرام رضى الله عنهم لنبيهم المصطفى صلى الله عليه وسلم بهذه الألفاظ الجزلة النابعة من بالغ تأثره بذلك المظهر العظيم من مظاهر التعظيم والتبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم
وقد برهن على مدلول هذا الخبر أيضاً، ما قاله عمرو بن العاص رضي الله عنه [1] قال:
"ما كان أحد أحب إلى من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أجل فى عينى منه، وما كنت أطيق أن أملأ عينى منه إجلالاً له، ولو شئت أن أصفه ما أطقت؛ لأنى لم أكن أملأ عينى منه" [2] .
وهكذا كان الصحابة الكرام رضي الله عنهم، يعبرون عن تعظيمهم وإجلالهم وتوقيرهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بأعمالهم وأقوالهم.
ثالثاً: وأخيراَ: زعمهم أن تكرار شهادة أن محمداً رسول الله، بجانب شهادة أن لا إله إلا الله، فيه تفريق بين رسل الله عز وجل، ولو قلنا بهذه الشهادة لوجب علينا أن نشهد أيضاً بأن إبراهيم رسول الله، وموسى رسول الله… الخ وهو أمر يطول.
...
فهذا من جهلهم بكتاب الله عز وجل الذي يتسترون نفاقاً بعباءته.
فالقرآن الكريم يصرح بأن الله عز وجلأخذ العهد والميثاق على الأنبياء السابقين بأن يؤمنوا بشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤمنوا بنبوته وينصروه إن خرج وهم أحياء، فلما أقروا بذلك أشهدهم عليه، والله خير الشاهدين. [1] صحابى جليل له ترجمة فى: مشاهير علماء الأمصار ص71 رقم 376، واسد الغابة 4/232 رقم 3971، والإستيعاب 3/1184 رقم 1931، والإصابة 3/2 رقم 5897. [2] جزء من حديث طويل أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الإيمان، باب كون الإيمان يهدم ما قبله 1/414 رقم 121.