وهذا الزعم مبني على مذهبه ((بأن الرسول والخلفاء الراشدون والصحابة أرادوا عدم تأبيد ما جاءت به السنن من أحكام)) [1] .
ويجاب عن ذلك: بأن تلك الدعوى لا دليل عليها، ويبطلها كلام رسول الله (وسيرة أصحابه الأطهار من بعده.
فإذا كان رسول الله (أراد عدم تأبيد ما جاءت به السنة النبوية من أحكام، فعلام إذاً يقرنها مع كتاب الله عز وجل مبيناً أن الإعتصام بها عصمة من الضلال في قوله: ((إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدَا كتاب الله، وسنة نبيه)) [2] .
وعلام يأمر بتبليغ سنته المطهرة في قوله (: ((ألا ليبلغ الشاهد الغائب، فلعل بعض من أن يبلغه يكون أوعى له من بعض مَن سمعه.)) . (3) [1] السنة ودورها في الفقه الجديد لجمال البنا ص202، 252، والسلطة في الإسلام لعبد الجواد ياسين صـ 23، وإنذار من
السماء لنيازي عز الدين صـ 142. [2] أخرجه الحاكم في المستدرك 1/171، 172، رقم 318 من حديث بن عباس رضي الله عنهم، وقال في اسناده عكرمة، واحتج به
البخاري، وبن أبي أويس، واحتج به مسلم، وسائر رواته متفق عليهم، ثم قال: وله شاهد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأخرجه في الموضع السابق، ووافقه الذهبي وقال: وله أصل في الصحيح أهـ.
(3) أخرجه البخاري (بشرح فتح الباري) كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة إلي ربها ناظرة) 13/433
رقم 7447، ومسلم (بشرح النووي) كتاب القسامة، باب تغليظ تحريم الدماء والأعراض 6/182 رقم 1679 من حديث أبي بكر رضي الله عنه.