5- وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابى. لا تَسُبُّوا أصحابى: فوالذى نفسى بيده! لو أن أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مثلَ أُحُدٍ ذهباً، ما أَدركَ مُدَّ أَحَدِهِم، ولا نَصِيَفهُ" [1] .
يقول الصحابى الجليل سعيد بن زيد بن عمرو [2] ، أحد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنهم لما سمع رجلاً من أهل الكوفة يسب رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "… والله لمشهد شهده رجل يغبر فيه وجهه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل من عمل أحدكم، ولو عمر عمر نوح عليه السلام " [3] .
يقول فضيلة الشيخ محمد الزرقانى - رحمه الله - "فأنت ترى من هذه الشهادات العالية فى الكتاب والسنة، ما يرفع مقام الصحابة إلى الذروة، وما لا يترك لطاعن فيهم دليلاً، ولا شبهة دليل.
والواقع أن العقل المجرد من الهوى والتعصب، يحيل على الله فى حكمته ورحمته، أن يختار لحمل شريعته الختامية، أمة مغموزة، أو طائفة ملموزة، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. [1] أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة 8/332 رقم،2540 والبخارى (بشرح فتح البارى) كتاب فضائل الصحابة، باب قول صلى الله عليه وسلم "لو كنت متخذاً خليلاً" 7/25 رقم 3673، من حديث أبى هريرة رضي الله عنه. [2] له ترجمة فى: الإستيعاب 2/614 رقم 982، وأسد الغابة 2/476 رقم 2076، والإصابة 2/44 رقم 3271، وتاريخ الصحابة ص25 رقم 8، ومشاهير علماء الأمصار ص 13 رقم 11. [3] أخرجه أحمد فى مسنده 1/187، وأبو داود فى سنته كتاب السنة، باب فى الخلفاء4/212 رقم4650، وصحح إسناده الشيخ أحمد محمد شاكر فى تعليقه على المسند 3/108.