وتعاونهم يكون بأن يتعاونوا فكرياً على فهم الحقيقة، وبأن يتعاونوا عملياً على مقدار نقاط التلاقي بينهم، وذلك إذا لم يتيسر ما هو خير منه، وهو التعاون الفعلي في كل الأمور على البر والتقوى.
* السبب العاشر - ما يكيده أعداء الإسلام من مكايد، ويدخل تحت هذا السبب صور كثيرة، وهي ظاهرة لا تحتاج إلى بيان وتفصيل:
وحين نلاحظ أن أعداء الإسلام اختاروا لأنفسهم سبيل الكفر بالله خالقهم ورازقهم يتضح لنا أن كل عمل يمارسونه لتشويه الإسلام إنما هو من ذيول الكفر، ولكن على المسلمين أن يكونوا بصيرين بدسائس أعدائهم. وبصيرين بالمرابض التي يترصد فيها هؤلاء الأعداء للانقضاض الظالم الآثم على الإسلام والمسلمين.
هذا إجمال ما ظهر لي من أصول عامة للتشويهات التي دخلت على مفاهيم المسلمين عن الإسلام، وأسبابها الكبرى، والله أسأل أن يلهم أهل الفكر والغيرة في جميع بلاد المسلمين أن يعملوا على تنقية مفاهيم المسلمين للتعاليم الإسلامية من كل الشوائب الدخيلة على الأصل النقي الصافي، حتى تصبح هذه التعاليم الصحيحة قوة دافعة إلى المجد العظيم الذي لن يحتله غير المسلمين الآخذين بالإسلام عقيدة وشريعة، فكراً وعملاً، كما كانت هذه التعاليم في حقبة سالفة من تاريخ المسلمين.