تصدّى لمحاربة الإسلام متصدّون كثيرون بوسائل مختلفة، فتحطّموا وتكسّرت على حقيقته الثابتة المتينة نظرياتهم وجدلياتهم وأقوالهم المزخرفة، وتكشفت بنوره تزييفاتهم وأكاذيبهم وأباطيلهم وظل الإسلام بحقه ونوره يتحدى كل مخالف له، ويصرع كل مصارع، ويطحن كل محارب.
{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}
(الصف/61 مصحف/109 نزول)
هذا وإني ما زلت أعتقد أنه من غير المستحسن إثارة معارك جدلية مع الملحدين من أعداء الإسلام، حتى لا تعطيهم هذه المعارك فرصة لنشر آرائهم بين أبناء المسلمين، وحتى لا تكسبهم هذه المعارك دعاية يستغلونها لنشر أسمائهم، وترديد أفكارهم وآرائهم الباطلة، وبإهمالهم يتساقطون تساقطاً ذاتياً أمام سلطان الحق المالئ للوجود، وينساهم الزمان كما نسي أسلافهم، وتطويهم الحقائق طي وفاة الهالكين، ما زلت في هذا الاعتقاد إلى أن ألحَّ عليَّ فريق من أهل الغيرة على الإسلام، أن أكشف زيف بعض الملاحدة المعاصرين الذين تصدوا لمحاربة الإسلام في جذوره الكبرى، بمكتوباتهم ومنشوراتهم التي حاولوا أن يضعوا لها هالة البحث العلمي، والنقد الحر الجريء، وبرر لي هؤلاء الأحبة من أهل الغيرة ضرورة العمل، وأنه قد أصبح واجباً إسلامياً متحتماً، باعتبار أن طائفة من طلائع فتياننا وفتياتنا قد أثرت في نفوسهم وأفكارهم بعض أباطيل هؤلاء الملاحدة وسفسطاتهم ومغالطاتهم، حتى نقلني إلحاحهم من موقع الرفض إلى موقع التردد، وبقيت متردِّداً حولاً كاملاً، حتى أعاد هؤلاء الأحبة الغيورون على إلحاحهم في صيف عام 1393-1973م، فاستخرت الله، وعزمت على تحقيق الطلب، وكتبت هذا الصراع العلمي المنطقي المحتشم، التزاماً بآداب المناظرة والجدال بالتي هي أحسن، ما لم يستدع رد الضربة الباطلة بكفئها من الحق.