وبينت شرطي قبول الشفاعة، والفرق بين قول الداعي: اللهم شفع محمدا فينا، وبين قول: يا محمد اشفع لي، وذكرت خلط الخصوم وعدم تفريقهم بين كلا القولين.
ثم انتقلت إلى الباب الثالث، ويتضمن الحديث عما اعترض على الشيخ من قضايا الدعوة مع المناقشة لها.
فبينت في الفصل الأول اعتراض الخصوم على الشيخ وأنصار دعوته فيما فعلوه من هدم الأبنية على القبور، والنهي عن شد الرحال لزيارة الأضرحة، وقد ظهر بالأدلة والبراهين صواب فعل الشيخ وأتباعه، وأن ما اعتقدوه وفعلوه في هذه المسألة هو الحق الذي تعضده النصوص الشرعية، كما ظهر في نفس الوقت ضلال الخصوم وانحرافهم في تلك المسألة.
وأظهرت في الفصل الثاني، ومن خلال كتابات أنصار الدعوة الوهابية، صحة تقسيم التوحيد إلى توحيدين: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وأنه تقسيم تقره الأدلة، وتثبته نصوص الوحيين، وأقوال السلف الصالح، وبينت بطلان اعتراض الخصوم على ذلك التقسيم، كما اتضح أيضا زيغ الخصوم حين اقتصروا على تقرير توحيد الربوبية، واكتفوا به.
وفي الفصل الثالث تحدثت عن اعتراض المناوئين على هذه الدعوة في إنكارهم دعاء الموتى، وظهر جليا- عبر أقوال أئمة الدعوة- صحة ما ذهب إليه الشيخ ومن تبعه في إنكار دعاء الموتى، وأبطلت على ضوء تلك النقول حجج الخصوم واستدلالاتهم في هذا الاعتراض.
وفي نهاية هذه الخاتمة أحب أن أقترح بعضا من الحلول والأساليب لمن يهمه نشر مذهب السلف الصالح عموما، وبصورة صادقة، والتي يمكن أن تحقق في نفس الوقت تصورا صحيحا لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فمن هذه الحلول:
(1) الاهتمام بنشر تراث السلف الصالح، وفي سائر بلاد المسلمين، وعلى مختلف المستويات الثقافية، واختيار الرسائل والمؤلفات التي توضح عقيدة أهل السنة والجماعة، وتتصف بالوضوح والإيجاز وملائمة العصر، وأن يتضح ويظهر لعامة المسلمين- من خلال تلك الرسائل- "عالمية" معتقد أهل السنة والجماعة، فتنشر رسائل موجزة لبعض علماء السلف الصالح ومن مختلف المذاهب الأربعة، وتنشر رسائل موجزة أخرى لبعض علماء السلف الصالح من مختلف أقطار المسلمين، ومختلف الأزمان.