الرابع: المفسرون قاطبة يفسرون الآية بإنكار المشركين لهذا الاسم لا لذاته، وقد أجمعوا على هذا التفسير.
الخامس: هذه الآية على فهمهم مخالفة لتسمية العرب مشركين بالله والناس قاطبة يقولون أنهم مشركون بالله، فلو كانوا جاحديه لما كانوا مشركين به، فتسميتهم مشركين بالله يدل على أنهم مؤمنون بوجوده، ولكن عبدوا معه غيره) [1]. وقد ذكر القصيمي أجوبة أخرى ... فنكتفي بما ذكرناه[2].
ثم رد القصيمي مقالة الدجوي بأن الرسول لم يذكر الفرق بين التوحيدين فقال القصيمي:
(نقول: إما أن يريد أنهم لم يذكروه باللفظ المذكور، وإما أن يريد أنهم لم يذكروه ولا بالمعنى، ولم يفهموا من دخل في الدين أن هناك توحيدين، إن أراد الأول فلا يضرنا ولا ينفعنا..، وإن أراد الثاني نازعناه، وقلنا إنك لم تقم دليلا عليه، بل نقول إن الرسول وأصحابه أعلموا الداخلين في الدين أن هناك توحيد ألوهية وربوبية بقولهم لهم قولوا لا إله إلا الله، ولا تعبدوا إلا الله ولا تدعوا إلا إياه، مع قولهم لا خالق ولا رازق إلا الله، وهؤلاء يريدون أن يكون كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يقول: ينقسم التوحيد إلى قسمين ... ) [3].
ثم ذكر القصيمي البراهين على الفرق بين توحيد الألوهية، والربوبية فكان مما قاله:
البرهان الأول: فرقت كتب اللغة والتفسير بين معنى كلمة الإله، وبين معنى كلمه الرب، فالإله بمعنى المعبود، والرب بمعنى المالك للشيء وصاحبه.
البرهان الثائي: قال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ. مَلِكِ النَّاسِ. إِلَهِ النَّاسِ} [4] ذكر الرب ثم المالك ثم الإله، فلو كان الرب والإله شيئا واحدا. لكان في الآية تكرار ينبو بها عن حد البلاغة. البرهان الثالث: باتفاق أهل اللغة أن إلها بمعنى مألوه ككتاب أي مكتوب، وأن
1 "الفصل الحاسم بين الوهابيين ومخالفيهم، ص23- 25. [2] الفصل الحاسم بين الوهابيين ومخالفيهم ص 25-40. ثم ذكر القصيمي البراهين الدالة على أن المشركين الأوائل مؤمنون بأن الله خالق كل شيء. ص40- 55. [3] الفصل الحاسم بين الوهابيين ومخالفيهم، ص59 باختصار. وانظر: الرد مفصلا ص 58- 67. [4] سورة الناس آية: 1.