(وإذا تبين له ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وأصر وعاند فهو غير مستجيب، والحجة قائمة عليه، سواء كان إصراره لشبهة مثل النصارى، أو كان ذلك عن عناد واستكبار مثل فرعون وقومه، فالصنفان يحكم بكفرهم إذا قامت الحجة التي يجب اتباعها، ولا يلزم أن يعرف الحق في نفس الأمر كما عرفته اليهود وأمثالهم، بل يكفي في التكفير رد الحجة وعدم قبول ما جاءت به الرسل ... ) [1].
وبإيجاز فإن من قرأ ما كتبه الشيخان ابن تيمية وابن القيم- رحمهما الله- في مسألة نواقض الإسلام، فسيجدهما يتفقان مع ما كتبه الشيخ الإمام في تلك المسألة، وأما دعوى المخالفة فلا تكون إلا ممن قصر فهمه، وساء قصده كحال أولئك الخصوم.
1 "مصباح الظلام في الرد على من كذب على الشيخ الإمام" ص 324، 325 باختصار. انظر: ما كتبه محمود شويل في كتابه "القول السديد" ردا على من زعم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب خالف ابن تيمية وابن القيم ص 35- 40. ولمعرفة التفصيل في مسألة قيام الحجة على الكافر المعين، والفرق بين قيام الحجة، وبين فهمها. انظر: ما كتبه الشيخ عبد الله أبو بطين في رسالته "الكفر الذي يعذر صاحبه بالجهل"، فلا يحكم عليه إلا بعد أن تقوم عليه الحجة، والذي لا يعذر". "مجموعة الرسائل المسائل" 4/ 510- 523.