كان عليه الأولون) [1]. ومما تضمنه "البيان المفيد" ما نصه:
(ونعتقد أن عبادة غير الله شرك أكبر، وأن دعاء غير الله من الأموات والغائبين وحبه كحب الله، وخوفه، ورجاءه، ونحو ذلك شرك أكبر، وسواء دعاه دعاء عبادة، أو دعاء استعانة في شدة أو رخاء، فإن الدعاء مخ العبادة، وأن اعتقاد أن لشيء من الأشياء سلطانا على ما خرج عن قدرة المخلوقين شرك أكبر، وأن من عظم غير الله مستعينا به فيما لا يقدر عليه إلا الله كالاستنصار في الحروب بغير قوة الجيوش.. والاستعانة على السعادة الأخروية أو الدنيوية بغير الطرق والسنن التي شرعها الله لنا، يكون مشركا شركا أكبر) [2].
ونذكر في خاتمة هذا المبحث أن ما قرره أئمة الدعوة السلفية وأنصارها في مسألة نواقض الإسلام، وأنواع المكفرات التي توجب على مرتكبها الخروج والانسلاخ عن دين الإسلام، أن هذا التقرير ليس بدعا من عند أنفسهم، وإنما كان ذلك اتباعا لنصوص القرآن الكريم، ونصوص السنة النبوية الصحيحة، والتزاما بأقوال الصحابة والتابعين وعلماء الأمة المعتبرين من المذاهب الأربعة[3]. [1] فتح المنان تتمة منهاج التأسيس ص 421.
2 "البيان المفيد مما اتفق عليه علماء مكة ونجد من عقائد التوحيد"، ص 6. [3] انظر: بيان ذلك مما ذكره الشيخ الإمام في رسالته المسماة "مفيد المستفيد" (مجموعة مؤلفات الشيخ 5/304، 305. وما كتبه الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في رسالته النفيسة "الكلمات النافعة في المكفرات الواقعة" (مجموعة التوحيد 281- 332) . وغيرهما من رسائل أئمة الدعوة.