الفصل الثالث: فرية إنكار كرامات الأولياء
نتحدث في هذا الفصل عما أورده بعض المناوئين لهذه الدعوة السلفية من إفك مبين وكذب عظيم، حيث بهتوا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -كعادتهم- وافتروا عليها بأنها تنكر كرامات الأولياء.
وسنورد -كما فعلنا في الفصلين السابقين- تمهيدا يتضمن بعض النصوص التي اخترناها من كلام أئمة الدعوة وأنصارها، والتي تبين وضوح موقفهم من كرامات الأولياء..، وأنهم يثبتونها ويقرون بها ... ، كما كان يثبتها ويقررها إخوانهم من قبلهم من أهل القرون المفضلة ومن تبعهم..
وعقب هذا التمهيد، ننقل افتراء الخصوم في ذلك كما جاء مدونا في كتبهم ونعرض لما تضمنته تلك النقول من عناصر وأفكار..
ثم نتبع تلك الفرية بالدحض والرد، مما كتبه أئمة الدعوة وأنصارها، وبما سطروه من أدلة ساطعة وحجج دامغة لتلك الفرية الكاذبة الخاطئة.
يقرر الشيخ محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله- إثباته لكرامات الأولياء، فيقول بكل صراحة ووضوح: (وأقر بكرامات الأولياء، وما لهم من المكاشفات، إلا أنهم لا يستحقون من حق الله تعالى شيئا، ولا يطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله) [1].
ويقول أيضا: (وقوله: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ} [2] إلى آخره هذا وحي إلهام،
1 "مجموعة مؤلفات الشيخ" 5/10، 11، وحكى هذا القول عن الشيخ الإمام صاحبُ كتاب "جواب الجماعة" ص199. [2] سورة القصص آية: 7.