قد ثبت بدليل العقل والنصوص القطعية من النقل كقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [1] وأن السلف يجمعون بين الأمرين: تنزيه الرب سبحانه ووصفه بما وصف به نفسه من الرحمة والمحبة والرضا والغضب وغير ذلك، وعدم التحكم في التفرقة بين هذه الصفات وصفات العلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام) [2].
ثم يكذب محمد رضا دعوى هذا الرافضي، حيث يقول:
(زعم الرافضي العاملي أن ابن تيمية أول من أثبت ما ذكره من صفات الله تعالى بدون تأويل وتبعه بعض تلاميذه، ثم الوهابية، وأنهم خالفوا في ذلك جميع المسلمين، وهذا كذب وافتراء، وتضليل لعوام أهل السنة، وتمهيد إلى جذبهم إلى الرفض الذي من أصوله تعطيل صفات الله تعالى بالتأويل، وجعله عزوجلكالعدم تعالى الله عما يقول المبتدعون علواً كبيرا. فما من صفة من تلك الصفات إلا وهي منصوصة في القرآن أو في الأحاديث النبوية الصحيحة..) [3].
ويقول ناصر الدين الحجازي في "النفخة" راداً على بهتان الاسكندرانى حين جعل إثبات الوهابية للصفات تجسيما:
(الوهابية لم يثبتوا ذلك وإنما أثبته الله تعالى لنفسه، غاية الأمر أن الوهابية كغيرهم من السلف، يؤمنون بذلك، ويكلون علمه إلى الله تعالى من غير تشبيه، ولا تمثيل، ولا تعطيل، وبذلك نطقت كتب عقائدهم.
ولقد كانت المعتزلة ترمي أهل السنة بأنهم مجسمة، وذلك مسطور في كتبهم، وصاحبنا سلك هذا المسلك، فإذا كان المؤلف ينكر إثبات تلك الصفات لله تعالى، فلينكر على من أثبتها، وأما الجسمية فمحال أن يعتقدها مسلم[4] ومن ادعاها لأمة مسلمة فعليه أن يبرهن عليها بنقل من كتبهم لا بمجرد الإفك والافتراء) [5].
ويهاجم عبد الله بن علي القصيمى أهل الرفض من أمثال العاملي وغيره؛ لأنهم أكذب الناس حديثا فلا يعول على نقلهم، ويذكر القصيمي ما عليه الرافضة من التشبيه والتجسيم، حيث إنهم من أفراخ اليهود. [1] سورة الشورى آية: 11.
2 "السنة والشيعة أو الوهابية والرافضة"، مطبعة المنار، مصر 1347هـ، ص74، 75. [3] المرجع السابق ص83.
4 "النفخة على النفحة" ص35. [5] يقصد الحجازي بالجسمية -هاهنا- أي البدن أو المركب من الجواهر المفردة وغيرها من المعاني الباطلة التي من المحال أن يعتقدها موحد.