(فأهل السنة والجماعة وسط بين أهل التعطيل الذين يلحدون في أسمائه وآياته، ويعطلون حقائق ما نعت الله به نفسه، حتى شبهوه بالمعدوم وبالأموات، وبين أهل التمثيل الذين يضربون له الأمثال ويشبهونه بالمخلوق، فيؤمن أهل السنة والجماعة بما وصف الله به نفسه، وما وصفه به رسوله، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تمثيل ولا تكييف..) [1].
ويبين الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله- أهمية الإيمان بأسماء الله وصفاته، فيقول في كتابه "تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد" عند شرحه لباب (من جحد شيئا من الأسماء والصفات) :
(لما كان تحقيق التوحيد، بل التوحيد لا يحصل إلا بالإيمان بالله، والإيمان بأسمائه وصفاته، نبه المصنف- أي الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله صاحب كتاب "التوحيد"- على وجوب الإيمان بذلك) [2].
ونظراً لخطورة إنكار شيء من صفات الله عزوجلفإن الشيخ سليمان رحمه الله يقوله في شرحه لقوله تعالى: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَن} [3].
(فيه دليل على أن من أنكر شيئا من الصفات فهو من الهالكين، لأن الواجب على العبد الإيمان بذلك سواء فهمه أم لم يفهمه، وسواء قبله عقله أو أنكره، فهذا هو الواجب على العبد في كل ما صح عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم) [4].
ويذكر الشيخ عبد الرحمن بن حسن معتقدهم في باب الأسماء والصفات، وأنه معتقد أهل السنة والجماعة، فيقول في كتابه "فتح المجيد شرح كتاب التوحيد" عند شرحه باب قول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوه} [5].
(قلت: والذي عليه أهل السنة والجماعة قاطبة متقدمهم ومتأخرهم، إثبات الصفات التي وصف الله بها نفسه، ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم على ما يليق بجلالة الله إثباتا بلا تمثيل، وتنزيهاً بلا تعطيل كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [6] وأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، يحتذى حذوه
1 "التوضيح عن توحيد الخلاق"، ص66 = بتصريف يسير.
2 "تيسير العزيز الحميد في شرحه كتاب التوحيد"، ط3، المكتب الإسلامي، بيروت، 1397هـ، ص 574. [3] سورة الرعد آية: 30.
4 "تيسير العزيز الحميد"، ص582. [5] سورة الأعراف آية: 180. [6] سورة الشورى آية: 11.