نام کتاب : حقوق الإنسان والقضايا الكبرى نویسنده : كامل الشريف جلد : 1 صفحه : 23
الراشدون قد سمحوا بقتل الأسرى"[1]. ويقول السيد أمير علي في كتابه القيم "روح الإسلام": "إن كتب السيرة النبوية قد أوضحت أن المسلمين قد عاملوا أسرى بدر معاملة رقيقة، حتى إنهم كانوا يتركون لهم الركائب ويمشون سيرا على الأقدام، ويعطونهم الخبز بينما يكتفون هم بشيء من التمر"[2].
وكان الميل دائما لتفادي إراقة الدماء مهما كلف الأمر؛ ولذلك رأينا الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقبل دعوة صفروينوس بطرك القدس, لكي يأتي بنفسه لاستلام مفاتيح القدس سلما، وكان بوسعه أن يأمر جيوشه المنتصرة باقتحام القدس، ولكنه آثر تحمل مشاق الرحلة تعبيرا عن احترامه للقدس مسرى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأول قبلة للإسلام، وكذلك لمنع القتال وما يجره من بلاء على السكان. وقد أسفر هذا اللقاء التاريخي عن توقيع ما عرف بالعهدة العمرية, التي أرست قاعدة التفاهم الإسلامي المسيحي في الديار المقدسة، وأمّنت المسيحيين على كنائسهم وصلبانهم، ونفذت لهم ما يريدون من إبعاد اليهود عن القدس، ولا تزال العهدة العمرية حتى يومنا هذا تمثل ركيزة التعامل بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين؛ ولذلك رأينا المسيحيين العرب يقفون إلى جوار مواطنيهم المسلمين ضد الحروب الصليبية، ويشاركون مشاركة فعالة في الثورات الفلسطينية ضد الصهيونية وحليفها الاستعمار البريطاني. [1] l.htm'humanism del'islam: marcel a. boisard. [2] amer ali "the spirit of islam.
نام کتاب : حقوق الإنسان والقضايا الكبرى نویسنده : كامل الشريف جلد : 1 صفحه : 23