responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حقوق الإنسان والقضايا الكبرى نویسنده : كامل الشريف    جلد : 1  صفحه : 16
وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32] ؛ لأن الجريمة البشعة تتعدى الفرد إلى الاعتداء على النوع الإنساني كله وحرمانه حقه المقدس في الحياة، والتساهل في الاعتداء على حياة فرد واحد كفيل بأن يجعل القتل والقتال بين الناس أمرا عاديا، ويشجع على الجريمة المنظمة كما نرى في بعض المجتمعات المعاصرة.
غير أننا نرى -مع بالغ الأسف- قدرة الإنسان على التردي بالمبادئ النبيلة، وتسخيرها لغاياته الخاصة بل ربما لغايات تناقض مراميها، فقضية الإرهاب يجري التسامح معها وإغماض العين عنها، حين تمارسه دولة معتد بها لسبب بسيط هو أن تلك الدول تخدم المصالح الإستراتيجية للغرب، ويمكن أن نضع إسرائيل نموذجا لهذه الحالة. وفي الوقت نفسه يتهم الغرب دولا مسالمة بالإرهاب، ويطبق عليها عقوبات كثيرة لا لشيء سوى أن تلك الدول لا تسير في الخط المرسوم، ولا تلتزم بالتعليمات، مما جعل قضية الإرهاب قضية مائعة وسلبها الجدية الجديرة بها.
إن الإسلام ينظر لهذه القضية بميزان واحد، ويتعامل معها على أنها خطر يهدد سلامة الأبرياء, سواء صدرت عن دولة أو عن فرد من الأفراد، والقرآن يدعو المؤمنين لأن يكونوا عادلين منصفين في الأحوال كلها: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} [الأنعام: 152] .

ثامنا: الحقوق الاقتصادية
تنطلق حقوق الإنسان وواجباته -في المفهوم الإسلامي- من جذر واحد، هو الإيمان بالله وحده، وهذا الإيمان ينبغي أن يخالط حياته وأن يصاحب كل حركاته وسكناته، وكما أن له حقوقا في مال الله، وأرض الله، وله أن يكسب معيشته في حدود ما شرع الله، فإن عليه واجبات إزاء أسرته، وواجبات إزاء مجتمعه والإنسانية قاطبة، وهذه الحقوق والواجبات تمشي يدا بيد، وفي الشريعة الإسلامية أبواب وبنود تحكم كل دقائقها وتفاصيلها.
لقد خلق الله الإنسان بيديه، ونفخ فيه من روحه، ودعا الملائكة المقربين للسجود بين يديه، علامات للتكريم والاستخلاف، وقال في محكم التنزيل:

نام کتاب : حقوق الإنسان والقضايا الكبرى نویسنده : كامل الشريف    جلد : 1  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست