نام کتاب : بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 193
الاعتقادات والأعمال من سائر الطوائف وإياهم نهى الله عن الغلو في القرآن [1] . وهذه النصوص وإن تعلقت بأهل الكتاب ابتداء فإن المراد منها موعظة هذه الأمة لتجنب الأسباب التي أوجبت غضب الله على الأمم السابقة [2] .
5 - نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن الغلو، وذلك لئلا يقع المسلمون فيما وقع فيه من سبقهم من الأمم التي بعث فيهم الرسل عليهم الصلاة والسلام، ومع النهي يبين الرسول صلى الله عليه وسلم عواقب الغلو وآثاره، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة جمع: (هَلُمَّ الْقُطْ لِي الْحَصَى) فَلَقَطْتُ لَهُ حَصَيَاتٍ مِنْ حَصَى الْخَذْفِ، فَلَمَّا وَضَعَهُنَّ فِي يَدِهِ قَالَ: (نَعَمْ، بِأَمْثَالِ هَؤُلَاءِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ) » [3] .
والنهي هنا وإن كان سببه خاصا، فهو نهي عن كل غلو.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " وهذا عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال "، وسبب هذا اللفظ العام رمي الجمار، وهو داخل فيه، مثل: الرمي بالحجارة الكبار بناء على أنها أبلغ من الصغار ثم علله بما يقتضي مجانبة هديهم، أي هدي من كان قبلنا [1] اقتضاء الصراط المستقيم، ج1، ص 289، وينظر الطبري، جامع البيان، ج6، ص 24، وابن جزي، ج1، ص 165. [2] ينظر محمد الطاهر بن عاشور، مقاصد الشريعة الإسلامية، ص 60. [3] رواه أحمد (1 / 215، 347) ، كتاب المناسك: باب قدر حصى الرمي، والحاكم (1 / 446) وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، والحديث صححه شيخ الإسلام ابن تيمية، الاقتضاء، ج1، ص 289، والنووي في المجموع (8 / 138) .
نام کتاب : بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 193