نام کتاب : المستشرقون والمبشرون في العالم العربي والإسلامي نویسنده : إبراهيم خليل أحمد جلد : 1 صفحه : 40
والشرق الإسلامي - هم الذين دربتهم الدعوة - دعوة التبشير - على إنكار المقومات التاريخية والثقافية الروحية في ماضي هذه الأمة، وعلى التنديد والاستخفاف بها. وهم الذين وجههم كتاب الاستشراق إلى أن يصوغوا هذا الإنكار والتنديد والاستخفاف في صورة البحث، وعلى أساس من أسلوب الجدل والنقاش في الكتابة أو الإلقاء عن طريق المحاضرة أو الإذاعة.
إن التبشير والاستشراق كلاهما دعامة الاستعمار في مصر والشرق الإسلامي. كلاهما دعوة إلى توهين القيم الإسلامية، والغض من اللغة العربية الفصحى، وتقطيع أواصر القربى بين الشعوب الإسلامية، والتنديد بحال الشعوب الإسلامية الحاضر، والإزدراء بها في المجالات الدولية العالمية.
والتبشير والاستشراق في ذلك سواء، والفرق بينهما هو أن الاستشراق أخذ صورة البحث، وأدعى لبحثه الطابع العلمي الأكاديمي، بينما بقيت دعوة التبشير في حدود مظاهر العقلية العامة، وهي العقلية الشعبية.
استخدم الاستشراق الكتاب والمقال في المجالات العلمية، وكرسى التدريس في الجامعة، والمناقشة في المؤتمرات العلمية العامة.
أما التبشير فقد سلك طريق التعليم المدرسي في دور الحضانة ورياض الأطفال والمراحل الإبتدائية والثانوية للبنين والبنات على السواء، كما سلك سبيل العمل الخيري الظاهري في المستشفيات ودور الضيافة والملاجئ للكبار، ودور اليتامى. ولم يقصر التبشير
نام کتاب : المستشرقون والمبشرون في العالم العربي والإسلامي نویسنده : إبراهيم خليل أحمد جلد : 1 صفحه : 40