نام کتاب : المجتمع والأسرة في الإسلام نویسنده : الجوابي، محمد طاهر جلد : 1 صفحه : 49
والمرء محاسب على جهده الذي يبذله بالنسبة لميدان البذل، ووسيلته، والدافع، والغاية. وكل يختار الطريقة التي تتيسر له، وعن الماوردي أن أصول المكاسب ثلاثة: الزراعة، والتجارة، والصناعة، والأشبه بمذهب الشافعي أن أطيبها التجارة، قال الماوردي: والأرجح عندي أن أطيبها الزراعة لانها إقرب إلى التوكل[1]. والأفضل عند النووي حسب الحديث المتقدم أن أفضلها عمل اليد، ومنه الزراعة، وميزتها أنها عمل اليد، وأن فيها التوكل، والنفع العام للآدمي والدواب، وأنه يؤكل منها بغير عوض2.
ومهما كان الأفضل فإن الثلاثة من ركائز الاقتصاد، على أنه لا يمكن إغفال بقية النشاطات الإنسانية كالعمل الإداري، والعمل الفكري، والله تعالى يجازي أصحابها حسب نياتهم وغاياتهم.
ومقتضى الحديث الذي بين أيدينا تفضيل عمل اليد، فما المراد به؟
- المراد بعمل اليد:
إن كل الأعمال تنتج باليد، ويراعي في تصنيفها الصفة الغالبة عليها في إعدادها، فإن كان الجهد البدني هو الغالب، والوسيلة هي اليد نعت العمل باليدوي، وإن كانت الآلة هي المعتمدة لم يضف إلى اليد، رغم أنها هي التي استخدمت الآلة.
وإن كان الفكر هو المهيئ مع عناء في التفكير، والقول هو وسيلة التنفيذ كالعلم نسب إلى الفكر، رغم أن اليد شاركت في التفيذ، وإجمالًا فإن كل عمل هو إنتاج مشترك بين الفكر واليد مع تفاوت في نسبة التأثير.
وإن بعض الأعمال الفكرية كالطب والهندسة والتعليم يمكن أن تدخل تحت الصناعة في مفهومها الإبداعي الشامل لاعتمادها على الفكر من ناحية، وعلى الخبرة المكتسبة من الممارسة من ناحية ثانية. [1] 2 ابن حجر، فتح الباري ج4: 304.
نام کتاب : المجتمع والأسرة في الإسلام نویسنده : الجوابي، محمد طاهر جلد : 1 صفحه : 49