ثانياً: الإيمان بالملائكة
وهذا هو الركن الثاني من أركان الإيمان:
والملائكة: عالم غيبي، مخلوقون، عابدون لله - تعالى - وليس لهم من خصائص الربوبية، ولا الألوهية شيء، أي أنهم لا يخلُقون، ولا يَرزُقون، ولا يجوز أن يعبدوا مع الله.
وقد منحهم الله - عز وجل - الانقياد التام لأمره، والقوة على تنفيذه.
والملائكة عددهم كثير، ولا يحصيهم إلا الله، والإيمان بهم يتضمن مايلي:
1 - الإيمان بوجودهم.
2 - الإيمان بما علمنا اسمه منهم باسمه كجبريل، ومن لم نعلم اسمه نؤمن به إجمالاً، أي نؤمن بأن لله ملائكة كثيرين، ولا يلزم معرفة أسمائهم.
3 - الإيمان بما علمنا من صفاتهم، كصفة جبريل؛ فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه رآه على صفته التي خلقه الله عليها، وله ستمائة جناح قد سدَّ الأُفق.
وقد يتحول الملك بأمر الله إلى هيئة رجل، كما حصل لجبريل حين أرسله الله إلى مريم أم المسيح - عليهما السلام - {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً} [مريم: 17] وحين جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس بين أصحابه، حيث جاء جبريل بصورة رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرَى عليه أثرُ السفر، ولا يعرفه أحدٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسند ركبتيه إلى ركبته، ووضع كفيه على فخذيه، وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام، والإيمان، والإحسان، والساعة، وأماراتها، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال بعد أن ولَّى: "هذا