الدين فطري، ويجب أن يقر العلم بذلك".
ومن الأدلة على وحدانية الله، والإيمان به - دلالة الحسن، والأدلة الحسية على ذلك لا تكاد تحصى، ومن الأمثلة الحسية الدالة على الإيمان بالله إجابة الدعوات؛ فكم من الداعين الملهوفين الذين يتوجهون إلى الله بالدعاء فيستجيب دعاءهم، ويفرِّج كرباتهم، ويدفع عنهم السوء.
والأمثلة على إجابة الدعوات كثيرة جداً، بل كل مسلم يعرف ذلك من نفسه، قال - تعالى -: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] ، وقال: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: 62] .
ومن الأمثلة على ذلك: ما جاء في القرآن الكريم من ذكر لإجابة دعوات الأنبياء، قال - تعالى -: {وَنُوحاً إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ} [الأنبياء: 76] ، وقال: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} [الأنفال: 9] .
وجاء في السنة النبوية أدلة كثيرة على إجابة دعوات الداعين، ومن ذلك ما جاء في صحيح البخاري عن أنس بن مالك "أن أعرابياً دخل يوم الجمعة، والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال: يا رسول الله، هلك المال، وجاع العيال؛ فادع الله لنا، فرفع النبي يديه، ودعا، فثار السحاب أمثال الجبال، فلم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر من لحيته".
وفي الجمعة الثانية قام ذلك الأعرابي أو غيره، فقال: يا رسول الله، تهدم البناء، وغرق المال، فادع الله لنا، فرفع يديه وقال: "اللهم حوالينا ولا علينا، فما يشير بيده إلى ناحية إلا انفرجت".