وكان الأجدر بهم أن ينافسوا بتلك القنوات غيرها من القنوات التي أعدت إعدادا محكما ووجهت توجيها مقصودا للسباق إلى عقول المسلمين، لزعزعة الإيمان في قلوبهم وتشكيكهم في ثوابته، وإفساد أخلاقهم وبث الفرقة والعداوة بينهم، كان الأجدر بهم أن ينافسوا تلك القنوات بتقوية إيمانهم بالحجج والبراهين التي تثبته في نفوسهم، وبغرس الأخلاق الإسلامية في نفوسهم، وبنشر العلم الشامل والثقافة المفيدة اللذين يقضيان على الأمية المنتشرة بين المسلمين أو يخففان منها، سواء كانت الأمية أمية القراءة والكتابة، أو أمية الفقه في الدين، أو أمية الانزواء عن عناصر المعرفة: سياسية أو اقتصادية أو إدارية أو طبية ... وباتخاذ الوسائل والأساليب التي تجمع كلمتهم على الحق وتحقق بينهم الإخوة الإيمانية التي تنشأ عنها المحبة والتعاون على البر والتقوى، كل ذلك يمكن أن يحصل بأساليب وطرق متعددة كما مضى، وليست عن طريق الوعظ والتعليم المباشرين فقط، وإن كان لا بد منهما.
وكان بإمكانهم أن يستقطبوا الكفاءات الإسلامية في جميع التخصصات الإعلامية، ويدربوا شبابا مسلما على بعض الوسائل والتخصصات التي تدعو الحاجة إليها.