وميزة هذه الوسيلة -وسيلة الفطرة- وضوحها لكل الناس بفئاتهم المتنوعة: العالم والجاهل، والقارئ والأمي، كل منهم يشعر بهذه الفطرة بحسب موقعه ووعيه وثقافته، وهي تكاد تكون قاهرة للعقول على التسليم للحق، وبخاصة الإيمان بالخالق وإن كابر بعض المكابرين في ذلك.
وتأمل التعقيبات التي تختتم بها الآيات. {لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} ، {لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} ، {لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} ، {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} ، {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} ، {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} .
إنها تحرك العقول وتوقظ الفطر بذاتها وقوله تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ} واضح الدلالة على أن وسيلة الفطرة من أعظم الوسائل الدالة على الحق فهي بدهية، فكما أن الخالق حق وتدل كل مخلوقاته عليه، فإن هداه الذي أنزله على رسله حق كذلك.