وغني عن البيان أن أهل الحق -رعاة ورعية- لا يخشون من الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، اعتداءً من قوي على ضعيف أو خروجا من رعية على راع، بل ولا يخشى أهل الباطل من ولاء المؤمنين لله ورسوله ظلما ولا هضما ولا عدوانا، لأن الله بعث رسوله بالحق الذي يعطي كل ذي حق حقه. [وليس في جهاد قادة الباطل الذين يحاربون الدعاة إلى الله وتبليغ الناس رسالة الله وصدهم عن سماع البلاغ المبين، ومنعهم عن الدخول في دين الله بعد أن يتبين لهم أنه الحق، ليس في ذلك اعتداء على أولئك القادة، بل فيه إخراج للبشر من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، وإنقاذ لهم من النار إلى الدخول في جنات النعيم ... ]
فالمؤمنون يتعاونون على البر والتقوى وينصر قويهم ضعيفهم: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} . [الحجرات: 10] «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا» . [اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان: (ص: 703 رقم: 1670) ] . ويقيمون العدل فيما بينهم وفيما بينهم وبين عدوهم، كما مضى في مثل قوله تعالى: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} . [المائدة: 8]