خطبة لعلي كرم الله وجهه:
أما بعد، فإن لي عليكم حقا، وإن لكم علي حقا، فأما حقكم علي فالنصيحة لكم ما صبحتكم، وتوفير فيئكم عليكم، وتعليمكم كيما لا تجهلوا، وتأديبكم كي تعلموا، وأما حقي عليكم فالوفاء للبيعة، والنصح لي في الغيب والمشهد، والإجابة حين أدعوكم، والطاعة حين آمركم، فإن يرد الله بكم خيرا انتزهتم عما أكره، وترجعوا إلى ما أحب، تنالوا ما تطلبون، وتدركوا ما تأملون"[1].
انصب كلام الإمام علي على آداب الرعية، فقد جعل علي -كرم الله وجهه- حق الرعية عليه النصيحة لهم وتأديبهم وتعليمهم، وهكذا انصهرت حقوق الرعية وواجباتها حتى كادت الحقوق والواجبات لا تشتمل إلا على الآداب والأخلاق التي ينبغي على الرعية أن تتحلى بها فيما بينها وبين أنفسها، وفي طاعتها واستجابتها لراعيها. [1] الطبري جـ5 ص90-91.