خطبة لعمر بن الخطاب:
"إن الله تعالى إنما ضرب لكم الأمثال، وصرف لكم القول؛ ليحيي به القلوب؛ فإن القلوب ميتة في صورها حتى يحييها الله، من علم شيئا فلينتفع به، وإن للعدل أماراتٌ وتباشيرُ، فأما الأمارات فالحياء والسخاء والهين واللين، وأما التباشير فالرحمة، وقد جعل الله لكل أمر بابًا، ويسر لكل باب مفتاحًا، فباب العدل الاعتبار ومفتاحه الزهد، والاعتبار ذكر الموت بتذكر الأموات، والاستعداد له بتقديم الأعمال، والزهد أخذ الحق من كل أحد قبله حق، وتأدية الحق إلى كل أحد له حق. ولا تصانع في ذلك أحدًا، واكتف بما يكفيك من الكفاف، فإن من يكفه الكفاف لم يغنه شيء، إني بينكم وبين الله، وليس بيني وبينه أحد، وإن الله قد ألزمني دفع الدعاء عنه، فأتوا شكاتكم إلينا، فمن لم يستطع فإلى من يبلغناها آخذ له الحق غير متعتع"[1].
نلاحظ أن عمر -رضي الله عنه- يؤكد على معنى الحق، وينطبق فعله على قوله، ويتحدث عن عدله المطلق الذي أدى إلى عدم الشكوي؛ لأنه بين الله وبينهم، وأن الله قد ألزمه رفع الدعاء عنه. [1] الطبري جـ4 ص485.