" ... نحن المهاجرون، أول الناس إسلاما، وأوسطهم دارا، وأكرم الناس أحسابا، وأحسنهم وجوها، وأكثر الناس ولادة في العرب وأمهم رحما برسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسلمنا قبلكم، وقدمنا في القرآن عليكم، فأنتم إخواننا في الدين وشركاؤنا في الفئ، وأنصارنا على العدو، أويتم ونصرتم وآسيتم، فجزلكم الله خيرا. نحن الأمراء وأنتم الوزراء. لا تدين العرب إلا لهذا الحي من قريش، وأنتم محقوقون ألا تنفسوا على إخوانكم من المهاجرين ما ساق الله إليهم"[1].
فأبو بكر هنا يشير إلى هذه المعاني التي تعددت في حياة القوم؛ لتبرز معنى الأخوة، فالمناصرة والإيواء والمواساة. كل ذلك يجزيهم الله عنه خيرا؛ لأن الله أمر به، وهم أطاعوا واستجابوا لأخلاق الدين ... ولكن الأخوة ينبغي أن تبقى وأن تستمر، بقاء الإيمان بالدين واستمراره، والتآلف بين القلوب نعمة من نعم الله ينبغي المحافظة عليها. والإخوان بعد هذا ينبغي أن يذكروا فضل المهاجرون وسبقهم في الدين، ومكانة قريش في العرب.
وبذلك اتفقت الكلمة ونزلت الرحمة، وتمت له البيعة. [1] البيان والتبين جـ3 ص 297، عيون الأخبار جـ2 ص233-234.