عرشه، ورسله إلى أنبيائه: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} [1]، وبسط [الأرض] [2] لكافة خلقه، وقسم بينهم الأرزاق وقدر لهم الأقوات. فهم في قبضته يتقلبون، وعلى أقضيته يجرون حتى يرث الأرض ومن عليها "وهو خير الوارثين"[3].
الحمد لله الذي خلق السماء بأيده فرفعها[4]، ودحا الأرض بقدرته[5] فبسطها، وبث فيها من كل دابة، وهو على جمعهم إذا يشاء قدير[6].
الحمد لله الذي قدر فسوى، وخلق فهدى، ولم يترك خلقه سدى[7]، ولكنه امتحنهم وابتلاهم، وأمرهم ودعاهم لما يحييهم، وندبهم إلى ما ينجيهم، فقال: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [8].
الحمد لله المعز المذل، المرشد المبطل الذي يزهق الباطل بنعمائه[9]، {وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِه} [10] {وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون} [11]. [1] في الأصل: "ولا يفترون". [2] في الأصل: "وبسطها". [3] من قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} "مريم: 40" ومن قوله تعالى: {رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} "الأنبياء: 89". [4] إشارة إلى قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} "الذاريات: 47". [5] إشارة إلى قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} "النازعات: 30". [6] من قوله تعالى في سورة الشورى: 29. [7] إشارة إلى قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً} "القيامة: 36 ". [8] النساء: 59. [9] في الأصل: "بنعمائه". [10] من قوله تعالى في سورة يونس: 82. [11] من قوله تعالى: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} "التوبة: 33".