responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف    جلد : 1  صفحه : 294
وبعد أن توفي المعتصم، وولي الخلافة الواثق [1] فأظهر ما أظهر والده من القول بخلق القرآن، ثم جاءت رسالة إسحاق بن إبراهيم إلى أحمد، يقول فيها: "إن أمير المؤمنين قد ذكرك فلا يجتمعن إليك أحد، ولا تساكنني بأرض ولا مدينة أنا فيها، فاذهب حيث شئت من أرض الله".
فاختفى أحمد -رحمه الله- بقية حياة الواثق في غير منزله، ثم عاد إلى منزله عندما طفئ خبره، ولم يزل مختفيًا في البيت لا يخرج إلى صلاة ولا إلى غيرها حتى هلك الواثق [2] ثم ولي المتوكل [3] الخلافة فأظهر الله السنة، وفرج عن الناس، وقمع البدع وأهلها، ونصر أهل السنة [4].
وكتب الإمام أحمد رسالة عظيمة إلى المتوكل، وبيَّن فيها الرد على من قال بخَلْق القرآن، واستدل على أن القران كلام الله بالبراهين القطعية من الكتاب والسنة والآثار عن الصحابة، ودعا للمتوكل بالتوفيق وحسن العاقبة [5].
الله أكبر! ما أعظم هذه المواقف الحكيمة نحو كتاب الله -تعالى- فإن الناس كلهم في الظاهر قد وافقوا المأمون على القول بخلق القرآن راغبين

[1] هو الواثق بالله هارون بن المعتصم بن هارون الرشيد، ولد سنة 196هـ، وبويع بالخلافة بعد المعتصم في ربيع الأول 227هـ، وتوفي في ذي الحجة سنة 232هـ. انظر: سير أعلام النبلاء 10/ 306.
[2] انظر: سير أعلام النبلاء 11/ 264.
[3] المتوكل على الله، هو جعفر بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد، ولد سنة 207هـ، وبويع بالخلافة بعد أخيه الواثق في ذي الحجة سنة 232هـ، ونصر الله به الحق وأهل السنة، وقمع به أهل الباطل وبدعهم، ثم قتله ابنه محمد بمعاونة بعض أعداء الإسلام في شوال سنة 247هـ، فرحمه الله وغفر له. انظر: البداية والنهاية 10/ 349.
[4] انظر: سير أعلام النبلاء 11/ 268 - 280، والبداية والنهاية 10/ 338 - 340.
[5] انظر: نص الرسالة في سير أعلام النبلاء 11/ 281 - 286، وهي من أعظم الرد على من قال بخلق القرآن، والبداية والنهاية 10/ 340، وانظر: سير أعلام النبلاء 11/ 177 - 358، والبداية والنهاية 10/ 325 - 342.
نام کتاب : الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست