responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف    جلد : 1  صفحه : 284
ولهذا قال الإِمام الذهبي ([1]) " إلى فقه مالك المنتهى، فعامة آرائه مسددة " [2].
ولكن الإِمام مالكًا قد أنصف حينما رسم للناس قاعدة يسيرون عليها، حيث قال: " كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم " [3].
وهذا كلام حكيم وعظيم يدل على أن جميع الناس ليسوا معصومين من الخطأ، إنما الذي قد عُصِمَ في تبليغ الشريعة هو محمد صلى الله عليه وسلم.
3 - والإِمام مالك كان يصدع بالحق ولا تأخذه في الله لومة لائم، ومن ذلك قول الإِمام الشافعي: " كان مالك إذا جاءه بعض أهل الأهواء، قال: أما إني على بينة من ربي وديني، وأما أنت فشاك، اذهب إلى شاك مثلك فخاصمه " [4].
وهذا الكلام من الدعوة إلى الله بالحكمة؛ لأن من الناس من يحتاجون إلى الغلظة أحيانًا، ولا يخرج ذلك عن الحكمة؛ لأن الله - تعالى - وهو أحكم الحاكمين - قال لأحكم الناس أجمعين: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التحريم: 9] [5] وقال: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} [العنكبوت: 46] [6].

[1] هو الإِمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، ولد - رحمه الله - في شهر ربيع الآخر سنة 673 هـ، بدأ بطلب العلم مبكرًا، ورحل في طلبه، وبرع فيه، ثم عمي قبل موته بأربع سنين أو أكثر بماء نزل في عينيه، وتوفي - رحمه الله - ليلة الاثنين ثالث ذي القعدة قبل نصف الليل سنة 748 هـ، وله آثار علمية بلغت نحوًا من 215 مؤلفًا - رحمه الله -. انظر: البداية والنهاية 14/ 225، ومقدمة سير أعلام النبلاء 1/ 12 - 140.
[2] انظر: سير أعلام النبلاء 8/ 92.
[3] انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي 8/ 93.
[4] انظر: حلية الأولياء 6/ 324، وسير أعلام النبلاء 8/ 99.
[5] سورة التحريم، الآية 9.
[6] سورة العنكبوت، الآية 46.
نام کتاب : الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف    جلد : 1  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست