responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف    جلد : 1  صفحه : 257
ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا فتجاذب بنو مخزوم وبنو عبد الأسد الطفل حتى خُلِعَت يده، وأخذه بنو عبد الأسد وحبس بنو المغيرة أم سلمة عندهم، وانطلق أبو سلمة إلى المدينة هاربًا بدينه. قالت أم سلمة: ففرقوا بيني وبين زوجي وبيني وبين ابني فكنت أخرج كل غداة إلى الأبطح فما أزال أبكي حتى أمسي، وذلك سنة أو قريبًا منها حتى مر بي رجل من بني عمي - أحد بني المغيرة - فرأى ما بي فرحمني فقال لبني المغيرة: ألا تخرجون هذه المسكينة فرقتم بينها وبين زوجها، وبينها وبين ولدها؟ قالت: فقالوا لي: الحقي بزوجك إن شئت، قالت: وردّ بنو عبد الأسد عند ذلك ابني فارتحلت ببعيري ثم أخذت ابني فوضعته في حجري ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة وما معي أحد من خلق الله. . " [1].
الله أكبر ما أعظم هذا الموقف وما أحكمه: فقد ترك أبو سلمة زوجته وابنه، وماله، وهاجر بنفسه تاركًا نصفه وراءه من أجل دينه ويتجاذب بنو عبد الأسد وبنو المغيرة ابن أم سلمة، ويخلعوا يده وهى تنظر، وتحبس من أجل دينها، وتبكي كل يوم في الأبطح سنة أو قريبًا منها، إنه موقف عظيم وبلاء كبير أسفر عن قوة الإِيمان والصدق مع الله فنسأل الله العافية في الدنيا والآخرة، ورضي الله عن أبي سلمة وزوجته وأرضاهما، فقد جاهدا في الله، وأُوذيا في الله، وصبرا في الله، والله المستعان.
5 - وعندما ينظر الإِنسان في موقف عبد الله بن حذافة بن قيس - رضي الله عنه - عندما حاول ملك الروم أن يصدَّه عن دينه - يرى الموقف الحكيم، والرجل العظيم!
وجه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - جيشًا إلى الروم، فأسروا

[1] انظر: سيرة ابن هشام 2/ 77، والبداية والنهاية 3/ 169، والرحيق المختوم ص 150، وهذا الحبيب يا محب، ص 151.
نام کتاب : الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف    جلد : 1  صفحه : 257
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست