responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 86
أما اختراع وابتكار وتحسين الوسائل التي تيسر أعمال الناس في حياتهم، وكذلك اختراع وابتكار وتحسين الأشكال والألوان وسائر أنواع الفنون الجميلة التي تمتع النفس والحس مما لا تأثير له على عقيدة أو سلوك تأثيرًا يفضي إلى الشر ومعصية الله، فكل ذلك مجالات واسعات منفتحات أمام الإنسان المسلم، يسابق فيها على مقدار استطاعته الإنسانية، وعلى مقدار ما لديه من خيال خصيب، واختيار وتجربة وملاحظة وتقويم.
والإنسان المسلم يجد لديه ميدانًا واسعًا لتحسين وسائل النقل البري والبحري والجوي، على مقدار حيلته في التصرف بالقوى الكمينة فيما خلق الله من شيء في الأرض وفي السماء، مع تزويدها بكل ما فيه أمن وراحة ومتعة للإنسان، ضمن الحدود التي لا إثم فيها ولا شر، ولا معصية لله.
والإنسان المسلم يجد أمامه أيضًا ميادين واسعة للإبداع والابتكار والتحسين، في مجالات العلوم الطبية والكيميائية والفيزيائية والحسابية والهندسية والزراعية، المصحوبة بالتطبيق وبالانتفاع، مما تهدي إليه النتائج العملية، مع الالتزام في كل ذلك بالبعد عن الشر والإثم والمعصية، والبغي والعدوان والظلم.
والإنسان المسلم يجد أمامه أيضًا ميدانًا واسعًا لتحسين العمران وتزيينه بالأشكال والفنون الهندسية، وفرشه بما ييسر الله للإنسان من أثاث ورياش، وإحاطته بكل ممتع مما خلق الله في أرضه من شجر وثمر ورياحين وزهور، وطير غريد، وغدير طريد، وحيوان أليف أو شرود، مع إبداع في التنسيق والتوزيع، والعرض والتصنيع، وانتقاء كل آسر للنفس والحس مما تجود به الأرض والسماء، أو يفيض به خيال النبغاء، أو توحي بمحاكاته كل حديقة غناء.
وأحبب بكل تقدم حضاري يعمر الأرض ويزينها على ما يرضي الله، والشروط التي يشترطها الإسلام للتقدم في مجالات الكمال الإبداعي تتلخص بما يلي:
أولًا: البعد عن الشر والإثم والمعصية

نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست