responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 72
أما الدوافع التي تدفع الإنسان حتى يجحد ما لغيره من كمال أو حق ابتغاء وجه الشيطان، أو استجابة لما يشتهي لنفسه من كمال أو مجد أو أي حظ من حظوظ النفس أو الجسد، ضمن المؤثرات الأنانية في الإنسان، فهي من أمثلة النقصان، والانحطاط الخلقي.
لذلك فإننا نستطيع أن نعتبر الاعتراف للخالق العظيم بكمال ربوبيته وإلهيته والإذعان لذلك بدافع ذاتي في الإنسان من بدهيات أمثلة الكمال الخلقي فيه، أما الإلحاد به، وجحود ربوبيته وإلهيته بعد قيام الأدلة على ذلك في فكر الإنسان وشعوره فمن أبرز أمثلة النقص الخلقي في الإنسان، ومن أخس مراتبه.
وعلى هذا يدخل في أمثلة الكمال الخلقي الاعتراف للوالدين بفضلهما، والاعتراف للمعلم ولكل ذي فضل بفضله، والاعتراف لكل ذي مزية علمية أو فكرية أو إدارية أو جسدية بمزيته، وعدم غمطه حقه، وكذلك الاعتراف لكل صاحب حق بحقه، مهما كانت العوامل النفسية محرضة على الغمط والجحود، ويدخل في أمثلة النقص الخلقي جحود فضل ذوي الفضل، وإنكار مزايا ذوي المزايا، وغمط الحق لأصحابه، استجابة لدافع من دوافع النفس الأنانية أو لشهوة من شهواتها.
ثانيًا: كل دافع ذاتي في الإنسان فطري أو مكتسب يدفعه حتى يؤدي الحقوق التي عليه كاملة، أو حتى ينعم على غيره بعطاء من علمه أو من قدرته أو من جاهه، أو من ماله متجاوزًا في ذلك عوامل نفسه الأنانية هو ولا شك مثال من أمثلة الكمال الخلقي.
أما الدوافع التي تدفع الإنسان حتى يعتدي على ما ليس له به حق بغية حيازته لنفسه، أو حتى يبخل بعطاء ينفع آخذه ولا يضر باذله، ويبخل بما يدفع الضرورة الملحة عن غيره، مع عدم اضطراره إليه، أو مع عدم حاجته إليه إلا حاجة الاستجابة للطمع أو الشره، وشهوة الاستئثار، أو الاستجابة للرغبة بالاستزادة من الرفاهية المفرطة، فهي من أمثلة النقصان الخلقي.
ثالثًا: كل دافع ذاتي فطري أو مكتسب يدفع الإنسان حين ينظر إلى كل

نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست